الأربعاء، ٢٧ فبراير ٢٠٠٨

ما بعد الإفاقة

1- حاسة انى كبرت فى شهر اللى كان المفروض اكبره فى سنييييييييييين.
أُفاجأ بانه مطلوب منى اكون مُلِمة بحاجات و امور كتيرة و مختلفة، و انى المفروض اعتمد على نفسى و اتفطم فى الحال.

2- كانت اول مرة اصلح فيها حاجة فى الكهربا. و برغم انى كنت مرعوبة بس لبستلهم وش خشب و حسستهم كأنى متعودة عالحاجات دى. بس لا اراديا كده، افتكرت فى الحال منظر ابويا وهو بيظبط فى الاسلاك، عملت زيه، و عرفت اصلح اللى كنت بعمله.
اكتشفت ان كل حاجة عملها، حتى لو كانت عدت منغير ما اديها اهتمام، بس اكيد هى متخزنة جوايا.

3- من ضمن الذكريات الكتيرة اللى بقت تظهر فى دماغى زى فلاشر الكاميرا، افتكرت قد ايه كان ابويا موسوعة متنقلة. كان استحالة تقريبا اسأله عن حاجة و مايعرفش يجاوب، لدرجة انه كتير جدا كان بيبقى عندنا احساس قوى انه لو اشترك فى من سيربح المليون، اكيد اكيد هيكسب المليون.

4- لحد دلوقتى مش قادرة اضيف صفة مرحوم لإسمه.

5- بشكل او بآخر حاسة انه لسة موجود وسطينا..... بمعنى انى مش بفكر فيه من وجهة نظر انه مات... لأ، بحس انه مسافر فى سفرية من سفرياته للصعيد و راجع كمان اسبوع.

6- لم يكن ابى من النوع "الرغاي"، لذلك ماكنانش بيبقى فى بينا حوارات كتيرة و لكن ذلك لم يمنع احساسنا بحبه و خوفه علينا. إلا انه بعد ما دخلنا الجامعات، و بعد ما خلصنا من هم المدارس و الثانوية العامة، شوية بشوية احنا كبرنا و شوية بشوية اصبحنا اصدقاء.
و دلوقتى اقدر اقول انه كان صديقى قبل ما يكون ابويا.

7- إحساسنا بالألم انا و إخواتى خلانا نحِن على بعض. بعد ما كنا ناقر و نقير، اصبحنا قريبين من بعض، بنتبسط من مجرد وجودنا مع بعض، مابنحسش بالدفا غير لما نتلم كلنا ووقتها بس بنحس بوجود ابونا حوالينا.

8- واحشنى قوي. إتصرف بقى.. يا انت تجيلى .. يا انا اجيلك.